عشرة حيوانات على حافة الانقراض
المقال بقلم محب الأستاذ مشعل السليمان ، وأعده للنشر بالموقع مدير الموقع
ما زال الصيد الجائر الذي يمارسة الهواة والمحترفون في السعودية تجاه بعض الحيوانات يمثل تحديا كبيرا للحياة البرية في المملكة، ويهدد باختلال النظام البيئي في بلد حباها الله سبحانه وتعالى بتنوع منقطع النظير يحتاج لتكاتف الجهود للحافظ عليه.
وعلى اعتبار أننى مولع بالحياة البرية وأتابع عن قرب عمليات الصيد من حين لآخر، نظرا لمحبتي الشديدة في متابعة سلوك الحيوانات، فقد حرصت على الذهاب إلى معظم أماكن تواجدها بالمملكة، وهنا لفت انتباهي سلوكيا غير أدميا يقوم به كثيرون تجاه تلك الحيوانات، ففي مناطق هضاب قرب الدوادمي ووادي تربة في الجنوب رأيت ما يحزن له الضمير وهو صيد الحيوانات والتباهي بصيدها في كثير من القرى والمدن هناك.
وفي إحدى جولاتي في وادي تربة شاهدت عددا من الضباع المعلقة على الأشجار، وكان هذا بفعل فاعل، حيث تعرضت تلك الضباع لعملية صيد وحشية، ولا يزال علامات الرصاص موجودة على أجسدهما..
ولم يتوقف الأمر عند صيد الضباع، فقد شاهدت في جولة أخرى ثلاثة ذئاب لاقوا نفس مصر الضباع، حيث تم تعليقهم على الأشجار وآثار الرصاص تظهر على أجسادها..
وهنا دارت في ذهني العديد من التساؤلات.. ما هو سبب تعذيب تلك الحيوانات وقتلها والتنكيل بها بهذه الطريقة البشعة، فرد عليا أهل المنطقة بإجابات يرونها سببا مقنعا لتبرير فعلتهم الشنيعة وهي :
1 – أن هذه الحيوانات قامت هاجمت أغنامهم ومواشيهم، فأرادوا أن يثأروا لأنفسهم ويقتلون الضباع والذئاب بهذه الطريقة البشعة
2 - يعتبر أهل القرية أن تعليق الحيوانات الضارية وقتلها بهذه الصورة علامة من علامات القوة عند أهل القبيلة، ومثار حديث الناس في المجلس.
3- تعليق الحيوانات بهذه الصورة رسالة تحذير شديد اللهجة للغريب أو عابر الطريق، حين يرى تلك الحيوانات الضارية وهي معلقة، وكأن أهل القبيلة تقولون له إن لم تلزم بحسن التصرف مع أهل القرية فسيكون مصيرك كمصير هذا الذئب المعلق .
4 - يعتقد أهل القبيلة من خلال تعليق الحيوان أن الحيوانات الأخرى من نفس الفصيلة عندما ترى حيوانا معلقا بهذه الصورة يخافون ويبتعدون عن هذا المكان.. وهذا غير صحيح لان الحيوانات البرية عند الجوع تتبع غريزتها وليس تفكيرها !!
وتواجد في وادي تربة أنواع كثيرة من الحيوانات البرية الضارية من ضباع وذئاب وثعالب كما يوجد بها طوائف متعددة من الزواحف والسحالي والغزلان وغيرها، ولا يجب أن يتم إهدار تلك الثروة بهذه الصورة البشعة.
وإذا رجعنا إلى أسباب الصيد الجائر لبعض الحيوانات في الهضاب قرب الدوادمي فنجد أن معظمها أو ما يمثل 85% من عمليات الصيد هو الاستمتاع واللهو وتضيع الوقت، حيث إن بعض الأشخاص يقتل الذئب ليأخذ الفرو أو العين أو الأظافر أو الذيل، لاعتقاده أنها تذهب الجن!! أما الثعلب فيتم قطع ذيله الجميل وتجهيزه لمدالية سيارة أو لتعليقه في مكان ما.
أما بنسبة للضب فهو الأكلة المفضلة لديهم، لذا يتم اصطياده بصورة كبيرة هناك..
لكن في الآونة الأخيرة صارت عمليات الصيد غير مقتصرة على الأكل وفقط، بل دخلت فيها عمليات التجارة والبيع ولا عزاء للحياة البرية في السعودية.. فهل من مغيث ؟!!.
الصور المرفقة بالمقالة تجميع من بعض الصحف المحلية و مواقع الإنترنت .